
طرق علاج الحروق | الطرق الطبية والعمليات الجراحية
تعتبر الحروق من الإصابات الشائعة التي قد تؤثر على الجلد بدرجات متفاوتة التي تتطلب التعامل معها بسرعة وبطريقة صحيحة لتجنب المضاعفات وتقليل الآثار الجانبية، حيث تختلف طرق علاج الحروق بناءً على شدتها، حيث يمكن معالجة الحروق البسيطة بطرق منزلية، بينما تحتاج الحروق العميقة إلى تدخل طبي متخصص لضمان التئام الجلد بشكل صحيح وتقليل احتمالية تكون الندبات، في كارفينج كلينك يوضح د. محمد أبو ليلة أحدث الطرق الطبية لعلاج الحروق، مع التركيز على الأساليب الحديثة التي تساعد في استعادة مظهر الجلد وتحسين نتائجه بعد الشفاء. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل اسباب وطرق علاج الحروق المختلفة.
ما هي درجات الحروق؟
تصنف الحروق وفقًا لمدى عمق الضرر الذي يلحق بالجلد وتنقسم إلى عدة درجات:
- حروق الدرجة الأولى: تصيب الطبقة السطحية من الجلد (البشرة) وتسبب احمرارًا وألمًا خفيفًا مع التهاب بسيط، وقد يصاحبها تورم خفيف.
- الدرجة الثانية من الحروق: تمتد هذه الحروق إلى طبقة الأدمة، التي تؤدي إلى ألم أكثر شدة واحمرار واضح وانتفاخ الجلد، بالإضافة إلى ظهور فقاعات مليئة بالسائل.
- حروق الدرجة الثالثة والرابعة: تعد من أخطر أنواع الحروق حيث تخترق جميع طبقات الجلد، وقد تؤثر على الأنسجة العميقة مثل الدهون والعضلات، بل قد تصل إلى العظام، كما تتميز هذه الحروق بمظهر جلدي شمعي أبيض، أو قد يتحول النسيج إلى لون أسود متفحم أو بني داكن.
طرق علاج الحروق
تختلف طرق علاج الحروق في المنزل بناء على نوع الحروق سواء حروق بسيطة، أو عميقة، وتعد الحروق العميقة من حالات الطوارئ، حيث لا تحتاج الحروق البسيطة سوى علاج لعدة أسابيع بالمنزل، دون الحاجة إلى الذهاب إلى المستشفى إلا في حالات طفيفة.
إذا كانت إصابة الشخص بالحروق تغطي أكثر من 10% من مساحة جسده، سيطلب الطبيب نقل المصاب إلى مركز متخصص لعلاج الحروق، كما سيطلب الطبيب نقل المريض لمركز متخصص في حالة إصابة الوجه، أو منطقة العانة، أو كان الحرق عميقًا.
يهدف علاج سحري للحروق إلى تقليل الألم وتغيير الجلد المُحترق بأنسجة جلد صحية جديدة، وتقليل الآثار الناجمة عن الحروق مثل الندوب.
طرق علاج الحروق البسيطة
تنشأ الحروق البسيطة عادة نتيجة حروق الدرجة الأولى أو الثانية، ويصل إيذاء الحرق للطبقة الأولى أو الثانية من طبقات الجلد على الأكثر، حيث يمكنك علاج هذه الحروق دون اللجوء إلى المستشفى من خلال التالي:
- ابتعد عن مصدر الحرق فورًا.
- حاول إزالة أي شيء قد يكون ضيقًا، ويصعب إزالته فيما بعد إذا حدث بعض التورم مثل: الحُلي، أو الملابس الضيقة.
- إذا كان الحرق بسبب شيء ساخن أو ماء مغلي أو بخار، يجب وضع المنطقة المصابة أسفل ماء فاتر من الصنبور، والانتظار لمدة تتراوح من 15 دقيقة إلى 20 دقيقة.
- يمكن استخدام بعض المواد الطبيعية للمساعدة على سرعة التئام الحرق مثل: العسل، أو جل الصبار.
- يمكنك استخدام مرهم مضاد حيوي؛ لمنع حدوث أي عدوى لمنطقة الإصابة مع وضع ضمادة معقمة لا تلتصق بمكان الجرح.
- يستغرق علاج الحروق البسيطة من أسبوعين إلى 3 أسابيع، ولكن إذا حدث عدوى، أو أي تدهور في الأعراض مثل: زيادة الألم أو تورم، فيجب الذهاب إلى الطبيب.
طرق علاج الحروق الطبية
يوجد بعض المواد المستخدمة لعلاج الحروق سواء بالمنزل أو المستشفي إذا لزم الأمر مثل:
- مضاد حيوي: إذا حدثت الإصابة بالعدوى، فيجب استخدام مضاد حيوي، سواء كان أقراصًا أو محلولًا عبر الوريد في حالة مكوث المصاب بالمستشفى، يمكن للمصاب استخدام مرهم مضاد حيوي على منطقة الحرق؛ لمنع نمو البكتريا، أو لعلاج عدوى موجودة بالفعل، من المواد المستخدمة في مراهم علاج الحروق السطحية مادة سلفاديازين الفضة والباستراسين.
- السوائل: يجب إمداد المصاب باستمرار بالسوائل لتعويض الفقد الذي حدث، ولمنع حدوث الجفاف، أو الصدمة، أو فشل الأعضاء عن العمل، فإذا كان المصاب بالمستشفى فسيحرص الأطباء على إمداد المريض بالسوائل عبر الوريد.
- المسكنات: لا نغفل عن استخدام المسكنات ضمن طرق علاج الحروق للأطفال في المنزل؛ لأن الألم الذي ينتج يكون صعبًا للغاية، وقد يحتاج المريض إلى المورفين، وخاصة في حروق الدرجة الثالثة والرابعة، كما يمكنك استخدام المسكنات البسيطة مثل: الباراسيتامول، أو الإيبوبروفين في حالة الحروق البسيطة.
- الشاش: يجب الحفاظ على المنطقة المصابة من خلال وضع الشاش والضمادة المعقمة، والتي يجب ألا تلتصق بمكان الحرق، حيث عليك تجديد الضمادة يوميًا، وفي حالة وجود المصاب بالمستشفى سيجدد طاقم التمريض الضمادة له في التوقيت المناسب، أيضًا تجنب استخدام القطن فقد تلتصق أليافه بالحرق، وتسبب زيادة العدوى وألم نتيجة صعوبة إزالتها فيما بعد.
- حقنة تطعيم ضد مرض الكزاز: تعرُض المصاب للحرق قد يزيد من فرصة الإصابة بمرض الكزاز، لذا قد يعطي الطبيب المريض جرعة من تطعيم الكزاز لحمايته.
شاهد: الحروق
وصفات لعلاج الحروق البسيطة بالمنزل
ضع طبقة خفيفة من المراهم أو الكريمات المضادة للبكتيريا للمساعدة في الوقاية من العدوى، ثم قم بغطاء المنطقة المصابة بضمادة معقمة أو قطعة قماش نظيفة.
تجنب تعريض الجلد المحروق لأشعة الشمس المباشرة، حيث يكون أكثر حساسية وقد يتضرر بسهولة.
امتنع عن ثقب البثور إذ قد يزيد ذلك من خطر الإصابة بالعدوى.
يمكن تناول مسكنات الألم المتاحة دون وصفة طبية لتخفيف الشعور بالألم والانزعاج.
الإجراءات وعمليات الجراحية
تختلف الإجراءات الجراحية والعمليات تِبعًا لحالة المصاب، وما يحتاجه من رعاية وعلاج كالتالي:
- استخدام أنبوب التغذية: يحتاج المصابون بالحروق الخطيرة إلى التغذية أثناء وجودهم في الرعاية؛ نظرًا لعدم قدرتهم على تناول الغذاء لفترة من الوقت، لذا يجب توصيل أنبوب التغذية.
- إجراء فتحة بالقصبة الهوائية: قد يتطور الأمر لدى بعض المصابين، ولا يستطيعون التنفس بسبب حدوث تورم في المجرى التنفسي، كما يلجأ الأطباء لعمل فتحة بالمجرى التنفسي؛ لمساعدة المصاب على التنفس بدلًا من الاختناق.
- زراعة الجلد: قد يفقد المرضى جزءًا كبيرًا من الجلد في بعض الأحيان؛ بسبب الحروق فتأتي زراعة الجلد بتقديم الحل المناسب للمصابين، حيث يجري الطبيب زراعة الجلد باستخدام جلد من الشخص ذاته؛ لوضعه في المنطقة المصابة، حيث قد لا يتوفر كمية كافية من الجلد السليم من الشخص المصاب، لذا قد يلجأ الطبيب لاستخدام جلد صناعي لفترة مؤقتة، بعد ذلك يزرع من جلد الشخص نفسه عند توفر الجلد ونموه.
- تسهيل الدورة الدموية: ينمو الجلد مُكونًا بعض الندوب أثناء التئام الحروق، ولكن قد تنمو هذه الندوب وتغطي على طرف بأكمله، وتعيق حركته والإمداد الدموي الواصل له، قد تتكون الندوب عند المجرى التنفسي، وتجعل التنفس صعبًا، لذا يلجأ الطبيب لإزالة وشق هذه الندوب؛ لتيسير الإمداد الدموي والتنفس.
- عمليات التجميل: ينتج عن الحروق بعض الندوب التي تشكل تشوهًا، يؤثر على المظهر العام ونفسية المصاب، وهنا يأتي دور العمليات التجميل، تعمل عمليات التجميل على تحسين مظهر الندوب قدر المستطاع، وإعادة شكل الجلد إلى أقرب مظهر قبل حدوث الحرق.
- العلاج الطبيعي: يعد العلاج الطبيعي من طرق علاج فقاعات الحروق في المنزل بعد التئامها؛ لأن الحروق إذا كانت كبيرة تؤثر على العضلات وبعض المفاصلـ حيث يحتاج المريض في هذه الحالة إلى العلاج الطبيعي؛ لتيسير الحركة وتمديد الجلد قدر الإمكان؛ لتسهيل حركة المفاصل.
شاهد: عملية علاج الندوب ولأسباب
مضاعفات الحروق
هناك بعض المضاعفات التي تؤثر بالسلب على الأشخاص التي تتمثل في: –
- الجفاف لذلك يجب شرب الماء والحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على كمية كبيرة من السوائل.
- عدم انتظام ضربات القلب، ويحدث غالبًا في الحروق الكهربائية.
- انخفاض ضغط الدم، ويحدث غالبًا بسبب الجفاف، وفقد السوائل، مما ينتج عنه حدوث صدمة “shock”.
- حدوث عدوى، ويمكن أن تتطور فينتج عنها بتر لأحدى أعضاء الجسم، أو تعفن الدم، وهي حالة مرضية من انتشار البكتيريا بالدم، وخطيرة للغاية قد تؤدي إلى الموت.
- التورم وهو تجمع السوائل في منطقة الحرق، لذلك نحاول رفع منطقة الحرق دائمًا لأعلى؛ لمنع تجمع الدم في هذا المكان وتقليل فرصة الإصابة بالتورم لحين مجيء الإسعاف.
- انخفاض درجة حرارة الجسم؛ بسبب فقد الجسم لحرارته من منطقة الإصابة.
- قلة السوائل بصورة كبيرة؛ بسبب فقد الدم من المناطق المصابة بالحرق، وهذا قد يؤدي لحدوث صدمة.
- زيادة فرصة الإصابة بمرض الكزاز، والذي يؤثر على العضلات والأعصاب ويسبب التشنجات.
- مشاكل التنفس وقد يُصاب بالالتهاب الرئوي بسبب تنفس الدخان.
- الإصابة بالندوب المختلفة سواء ندبة الجدرة، أو الندوب المنكمشة، أو الندبات المتضخمة.
- مشاكل بالعظام والمفاصل خاصة عندما تؤثر الحروق على تكون ندوب، والتي تسبب انكماش الجلد فتُقيد الحركة.
ما هو أسرع علاج للحروق؟
يعتمد أسرع علاج للحروق على تبريد المنطقة المصابة فورًا بالماء الفاتر الجاري لمدة 20 دقيقة لتقليل الحرارة ومنع تفاقم الضرر، ثم وضع مرهم مضاد حيوي أو جل الصبار، وتغطية الحرق بضمادة معقمة للحماية من العدوى.
كيف أجعل الحرق يطيب بسرعة؟
لضمان سرعة شفاء الحرق، يجب العناية به من خلال تنظيفه بلطف، استخدام مرهم مضاد حيوي، الحفاظ على ترطيبه باستخدام الفازلين أو جل الصبار، تغطيته بضمادة نظيفة، وتجنب تعريضه لأشعة الشمس المباشرة. كما يُنصح بتناول أطعمة غنية بالبروتين وفيتامين C لتعزيز التئام الجلد.
كيف أعالج التهاب الحروق في المنزل؟
في حالة التهاب الحرق، يجب تنظيفه برفق بالماء والصابون المضاد للبكتيريا، ثم تطبيق مرهم مضاد حيوي مثل الفيوسيدين أو الباسيتراسين. إذا كان هناك احمرار شديد، تورم، قيح، أو حرارة مرتفعة، يجب استشارة الطبيب فورًا.
ماذا نضع على الحروق السطحية؟
يمكن وضع جل الصبار، العسل، أو مرهم مضاد حيوي على الحروق السطحية للمساعدة في تهدئة الألم وتسريع التئام الجلد، كما يُفضل تغطيته بضمادة معقمة للحماية من العدوى.
ما هي درجات الحروق؟
تُصنف الحروق إلى أربع درجات وفقًا لعمق الضرر:
حروق الدرجة الأولى: تؤثر على الطبقة الخارجية من الجلد وتسبب احمرارًا وألمًا طفيفًا.
حروق الدرجة الثانية: تصل إلى الأدمة وتسبب احمرارًا، تورمًا، وبثورًا مؤلمة.
حروق الدرجة الثالثة: تمتد إلى جميع طبقات الجلد، ما يؤدي إلى فقدان الإحساس وظهور اللون الأبيض أو الأسود على الجلد.
حروق الدرجة الرابعة: تصل إلى العضلات والعظام، وتعتبر من أخطر أنواع الحروق التي تحتاج إلى تدخل طبي فوري.
في النهاية تعتبر العناية الصحيحة بالحروق أمر ضروري لضمان الشفاء السريع وتقليل من خطر العدوى أو المضاعفات، حيث يعتمد علاج الحروق على درجتها، كما يمكن التعامل مع الحروق البسيطة في المنزل من خلال التبريد الفوري، استخدام المراهم المناسبة، والحفاظ على نظافة المنطقة المصابة، بينما تستدعي الحروق الشديدة تدخلاً طبيًا فوريًا.
الوقاية تبقى دائمًا الخيار الأفضل لذا من المهم توخي الحذر عند التعامل مع مصادر الحرارة والمواد الكيميائية، بالإضافة إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية الجلد من أشعة الشمس المباشرة.
المصادر: